أميركا تعتزم فرض رسوم على السفن الصينية الراسية في موانئها

أميركا تعتزم فرض رسوم على السفن الصينية الراسية في موانئها


كشفت الولايات المتحدة عن خطط جديدة لفرض رسوم موانئ على السفن الصينية، في خطوة تهدف إلى إحياء صناعة بناء السفن الأميركية في مواجهة الهيمنة الصينية على هذا القطاع.
وذكرت مذكرة نُشرت في السجل الفيدرالي من قِبَل مكتب الممثل التجاري الأميركي، يوم الخميس، أن الحكومة الأميركية ستفرض رسوماً على جميع السفن التي بُنيت أو تملكها الصين عند رسوّها في الموانئ الأميركية، استناداً إلى الحمولة الصافية أو كمية البضائع المنقولة في كل رحلة.

وكانت الحكومة الأميركية قد تراجعت عن اقتراح سابق طُرح في فبراير يقضي بفرض رسوم تصل إلى 1.5 مليون دولار على كل رسوّ لسفن صينية الصنع، وهو اقتراح قوبل برفض واسع من قبل قطاع الشحن، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز».وقال جيمسون غرير، الممثل التجاري الأميركي، في بيان: «السفن والشحن من العناصر الحيوية للأمن الاقتصادي الأميركي ولتدفق التجارة بحرية.. والإجراءات التي تتخذها إدارة ترامب ستبدأ في كسر الهيمنة الصينية، ومعالجة التهديدات التي تطول سلاسل الإمداد الأميركية، وتوجيه إشارات واضحة بضرورة دعم السفن المصنوعة في الولايات المتحدة».وفي المقابل، وصفت الصين الخطة الأميركية بأنها «محكوم عليها بالفشل».وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، خلال مؤتمر صحفي دوري يوم الجمعة، إن فرض رسوم الموانئ وضرائب إضافية على معدات الشحن والتفريغ يمثل «إجراءً يضر بالآخرين وبالولايات المتحدة نفسها».وأضاف «هذا الإجراء لا يؤدي فقط إلى رفع تكاليف الشحن العالمية وتعطيل استقرار الصناعة العالمية، بل يزيد أيضاً من الضغوط التضخمية داخل الولايات المتحدة، ويضر بمصالح المستهلكين والشركات الأميركية»، مؤكداً أن هذه الخطة «ستفشل في نهاية المطاف في إحياء صناعة بناء السفن الأميركية».وبحسب القرار الأميركي، ستُفرض رسوم قدرها 50 دولاراً لكل طن صافٍ على السفن المملوكة والمُشغَّلة من قبل الصين بدءاً من 14 أكتوبر، على أن تُزاد الرسوم سنوياً بمقدار 30 دولاراً خلال السنوات الثلاث المقبلة.أما السفن الصينية الصنع التي تملكها شركات غير صينية فستُفرض عليها رسوم بقيمة 18 دولاراً لكل طن صافٍ، مع زيادة سنوية قدرها 5 دولارات خلال الفترة نفسها.وتضيف هذه الرسوم الجديدة مزيداً من التوتر على العلاقات التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.. وكان ترامب قد رفع التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية إلى ما مجموعه 145%، بينما ردت بكين بتعريفات بلغت 125% على السلع الأميركية.وفي تصريحات للصحفيين من البيت الأبيض، يوم الخميس، أشار ترامب إلى احتمال التوقف عن مواصلة تصعيد الرسوم الجمركية، قائلاً: «لا أريد أن ترتفع أكثر، لأنه في مرحلة ما سيتوقف الناس عن الشراء».من جانبها، أكدت الصين الجمعة الماضية أنها لا تعتزم رفع رسومها الجمركية على المنتجات الأميركية إلى ما فوق المعدلات المعلنة.وأضاف ترامب أنه يسعى إلى عقد اتفاقيات تجارية مع جميع الدول، بما في ذلك الصين، مشيراً إلى وجود محادثات جارية مع مسؤولين صينيين للتوصل إلى اتفاق.وكان شخص مطّلع على تفكير الحكومة الصينية قد صرّح في وقت سابق بأن بكين منفتحة على إجراء محادثات تجارية مع واشنطن، بشرط أن تقوم هذه المفاوضات على أساس «الاحترام المتبادل» و«المعاملة بالمثل والاتساق» من جانب إدارة ترامب.