صفقة اندماج كبرى قد تعيد رسم القطاع المالي الأميركي

صفقة اندماج كبرى قد تعيد رسم القطاع المالي الأميركي


في خطوة تهزّ قطاع التمويل الأميركي، حصلت كابيتال وان على الضوء الأخضر للاستحواذ على ديسكفر، ما يمهّد الطريق لولادة أكبر شركة بطاقات ائتمان في الولايات المتحدة، ويغيّر خريطة المنافسة بين عمالقة البنوك.قد تشهد الولايات المتحدة قريباً ولادة أكبر شركة لبطاقات الائتمان، بعد أن حصلت شركة كابيتال وان (Capital One) على موافقة من مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي ومكتب مراقب العملة الأميركي على إتمام صفقة الاستحواذ على شركة ديسكفر للخدمات المالية (Discover Financial Services).
وأعلنت الهيئتان التنظيميتان، يوم الجمعة، أنه كي تحصل كابيتال وان على الموافقة الكاملة، يجب عليها تقديم خطة لمكتب مراقب العملة تتضمن معالجة الأسباب الجذرية لأي إجراءات تنفيذية قائمة ضد «ديسكفر بنك»، بالإضافة إلى خطة لتعويض المتضررين.الصفقة، التي تم الإعلان عنها لأول مرة قبل أكثر من عام، ستمنح «كابيتال وان» ميزة تنافسية كبرى أمام بنوك تصدر بطاقات الائتمان مثل «جي بي مورغان تشيس» (JPMorgan Chase) و«بنك أوف أمريكا» (Bank of America) و«سيتي غروب» (Citigroup)، والتي لا تقوم بمعالجة العمليات بأنفسها.

كما ستمكن هذه الصفقة «كابيتال وان» من تحقيق مصدر جديد للإيرادات من خلال الرسوم التي تحصل عليها من التجار مقابل كل عملية شراء.وبالنسبة لحاملي بطاقات «ديسكفر» الحاليين، فقد تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة عدد المتاجر التي تقبل بطاقاتهم، لكن في المقابل، هناك مخاوف من احتمال ارتفاع معدلات الفائدة على بطاقاتهم الائتمانية.وعلى عكس مصدري البطاقات الكبار الآخرين، اعتادت كابيتال وان استهداف العملاء الحاصلين على درجات ائتمان في حدود 600 نقطة، وهي تعتبر ضمن فئة «الائتمان دون المثالي» أو «دون الرئيسي»، ما يجعلهم أكثر عرضة لدفع معدلات فائدة مرتفعة بسبب ارتفاع درجة المخاطرة.وفي سياق متصل، أعلن الاحتياطي الفيدرالي أنه توصل إلى أمر موافقة مع «ديسكفر»، وقام بتغريمها 100 مليون دولار نتيجة فرضها رسوماً زائدة على بعض المعاملات من عام 2007 حتى 2023.تجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن كانت تتخذ موقفاً أكثر تشدداً تجاه عمليات الاندماج الكبرى، لأسباب تتعلق بمكافحة الاحتكار، وهو ما جعل فرص الموافقة على الصفقة ضئيلة سابقاً.لكن بعد فوز الرئيس دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر الماضي، والتي رأت فيها السوق إدارة أكثر انفتاحاً تجاه صفقات الدمج، شهدت أسهم «كابيتال وان» و«ديسكفر» ارتفاعاً، إلى جانب أسهم شركات أخرى كانت تخطط لعمليات اندماج أو أوقفتها سابقاً.