كوبري بديل الخزان.. إنجاز طال انتظاره وحلم أصبح واقعا

في قلب أسوان وتحديدا عند ضفاف النيل شريان الحياة، وُلد إنجاز طالما راود أحلام المواطنين البسطاء لسنوات طويلة، إنه كوبري بديل الخزان مشروع عملاق طال انتظاره، واليوم أصبح واقعا يُمهد لانسيابية مرورية غير مسبوقة ويُعد من أهم إنجازات البنية التحتية الحديثة في المحافظة والتي تشهدها الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

ورغم أن الكوبري لا يزال في مرحلة التشغيل التجريبي، إلا أن أثره الإيجابي على الحركة المرورية بدا واضحا منذ لحظة افتتاحه، لم يكن طريقا عاديا، بل كان بمثابة طوق نجاة لحركة النقل والمواطنين، خاصة بعد أن ظل خزان أسوان لسنوات طويلة دون بديل مروري فعّال.

شائعات وتوضيحات

وبينما يعيش المواطنون فرحة إنجاز المشروع، تداولت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن تصدعات وهبوط في أجزاء من الكوبري بسبب المياه الجوفية، ولكن بالتحقيق في الأمر، تبين أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة. 

وأكدت الجهات المسؤولة أن ما يحدث لا يتعدى أعمال تركيب مفصلات جديدة لبعض النقاط، خاصة مع الضغط الهائل الناتج عن مرور شاحنات النقل الثقيل المحمّلة بالصخور.

منطقة زرزارة في عزلة

لكن وسط كل هذا الفخر بالمشروع، هناك قضية لا يمكن تجاهلها، وهي معاناة سكان منطقة زرزارة بغرب سهيل، فقد تسببت أعمال تطوير مخارج ومداخل الكوبري في عزل المنطقة تماما عن محيطها. الطريق الذي كان يعتبر شريان الحياة للمنطقة أُغلق، وأصبح أهلها في حصار يومي.

في حال حدوث أي طارئ، كحريق أو حالة مرضية، لا يمكن لسيارات الإسعاف أو المطافئ الوصول بسهولة.. فكيف غفلت الجهات الهندسية عن هذه التفاصيل؟ وأين دور التخطيط المتكامل الذي يضع حياة الناس على رأس الأولويات؟

مناشدة للمسؤولين

ومن هذا المنبر، نناشد محافظ أسوان والمسؤولين في الإدارة الهندسية، أن يُعيدوا النظر في الأمر، وأن يعملوا على فتح مداخل ومخارج بديلة تضمن لسكان “زرزارة” حقهم في العيش الكريم الآمن، كما نطالب بإنشاء كوبري علوي يُمكّن طلاب المدارس من الوصول بأمان إلى مدارس الخزان، وحصول السيدات والمواطنين علي رغيف الخبز من مخبز الخزان وبالإضافة إلى إنشاء مطبات صناعية لتقليل الحوادث التي بدأت تحصد الأرواح منذ افتتاح الطريق بلا رحمة بسبب السرعة الجنونية والسير عكس الاتجاه.

إن الكوبري إنجاز عظيم، لكن الإنجازات لا تكتمل إلا حين تشمل الجميع، دون استثناء، وأين المرور من هذا الكوبري سؤال يطرح نفسه ولكن ننتظر الإجابة من المسؤولين والجهات المعنية.

المصدر القاهرة 24